أدهم بيك.. رحلة الى الماضي الجميل جواز سفرها شيخ يوسف الخال
- youssefalkhal
- May 28, 2017
- 3 min read
ما أن دقت الساعة عند التاسعة والنصف تسمرت الجماهير المحبة والمنتظرة بشغف وحماس على محطة تلفزيون ام تي ڤي اللبنانية ينتظرون ما سيقدمه مبدع حروف اسمه من ذهب اسم خطه ابداعه المشع كأشعة الشمس الذهبية اسم حبس الانفاس عند اول لقطة ظهر في شارة مسلسل أدهم بيك الا وهو شيخ الدراما .. شيخ الابداع .. شيخ يوسف الخال الذي لم يبدع وحسب بل حبس الانفاس وأدهش المشاهدين منذ البداية لا نتكلم عن مشاهده فشهادتنا مجروحة لكننا نتكلم عن الموسيقى التصويرية التي توجت المقدمة الأكثر الرائعة وادخلت المشاهد في الجو العام للقصة هي أشبه ببساط ريح يأخذ المشاهد من القرن الواحد العشرين ليعود به الى اربعينيات القرن العشرين الحافل بالكثير من الاحداث المهمة والغنية التي اغنت النص واعطته خطوطا دراميا سنكتشفها في الحلقات القادمة .
شيخ يوسف الخال ، هذه القامة العملاقة التي تعود بدور لا نستطيع ان نقول الا انه مثير ومذهل ورائع وعبقري وهنا يرجع الفضل الى عبقرية ودقة اختيار شيخ يوسف لادواره بعناية فالبطل المبدع لا يمكن ان يهدأ بركان ابداعه الا بالثوران فثار بادائه الخلاب الملون المعبر وتارة أخرى بكونه المايسترو الذي الف سمفونية التناغم الموسيقي الخلاب جعلنا نشاهد الصور الإبداعية متداخلة ضمن القطع الموسيقية عدا الصور الإبداعية التي توجت جمال أدائه ومن معه في اوركيسترا الابداع.
أداء اكثر من رفيع ممزوج بحب وشغف يوسف الخال لفنه وجمهوره ، أداء يجمع قلب وروح شيخ يوسف معا فيضعهما معا على طبق الابداع الذهبي ليقدم للمشاهد المتذوق لهكذا ابداع طبق فيه كل عناصر الجمال والكمال والسحر، حتى قلنا في نفسنا بأن شيخ يوسف أشبه بساحر امسك عصاه ليلقي علينا سحرا يخطفنا به الى عوالم هو يختارها لنا ويجعلنا نندمج بكل قوة وترقب في هذا العالم حتى نكاد ننسى انفسنا .
في خضم المنافسة الدرامية التي تشهدها بتألق الدراما اللبنانية كان أدهم بيك في حلقته الأولى هو المحور الأساس اذا كان المشاهدون يوم امس وحتى هذه اللحظة مبهورين ومنذهلين ومستمتعين بعبقرية أداء شيخ يوسف الذي يثبت دورا بعد دور وسنة بعد سنة ان الابداع والتفرد والتميز لا حدود له ، يثبت لنا دوما بأن خياراته مدروسة بدقة بعناية شديدتين ، يثبت لنا بأن الفن هو رسالة سامية نبيلة تحمل الكثير من القيم والمعاني والمواضيع التي تقدم بأسلوب "السهل- الممتنع، الصعب-السهل. المعقد البسيط والبسيط المعقد" بعيدعن التصنع والتكلف والمبالغة . هذا هو أسلوب المدرسة اليوسفية الإبداعية " حلق وطر بعيدا عن السرب وخلق لنفسه افق يطير ويحلق بجناحي الكمال الى الارتقاء والعلو اكثر فأكثر"
هذا لم يأت من فراغ ولم يقدم على طبق من فضة، بل كان حصاد سنين من الخبرة والذكاء والفطنة والتطور والتقدم المميز ودقة الاختيار للمواضيع والادوار من قبل شيخ يوسف الذي أراد لهذا العام ان ينفرد بأدهم بيك كي يخرجه من رحم السطور والأوراق الى المشاهد ، كي يخلق هذه الشخصية المتماسكة القوية ذات الدواخل النفسية المعقدة المركبة التي كشفنا طيفا منها فقط في حلقة يوم أمس وسنغوص في بحار ومحيطات أدهم بيك في الحلقات القادمة القريبة بفضل قلم طارق سويد الذي تألق في تقديم هذه النص العبقري المحبوك المليء بالصور والمناظر والمشاهد التي نقلت الى الواقع واصبح صورا حية تنبض بالصوت والصورة والحركة بعدسة المخرج الرائع زهير احمد قنوع الذي كانت رؤيته الاخراجية تدمج الحداثة بكل تكنلوجيتها بالقدم بكل شفافة وطبيعية وواقعية ، رؤية فذة عظيمة تقرب المشاهد للتاريخ وتجعله أقرب من راحة يديه كل هذا لم يكن ليدرك لولا فخامة وضخامة الإنتاج الواضحة في تقديم صورة بهية مشرفة تليق بالدراما اللبنانية والمشاهد اللبناني والعربي ، تأخذ العمل وتضعه على صفوف الخطوط الأولى في مسار الفن بل وتضعه بمستوى الاعمال الكلاسيكية العالمية التي هي بمستوى رقي أدهم بيك إن لم يكن أدهم بيك يفوقها قيمة وجمالا
والقا وكمالا وابداعا..

Comments